لا تملك -كمواطن - إلا أن تبتسم وأنت تسمع عن نية وزارة الكهرباء إنزال "كروت" للكهرباء بنظام "الدفع المسبق".
يعني إذا انطفأت الكهرباء فبدل أن تخرج تشتري "شمع" تخرج تشتري "كرت" تعبئ رصيدك و"تولع"!
وإذا صادف وكنت "طفران" ولم تجد قيمة كرت لإعادة النور إلى منزلك فما عليك سوى أن تبعث رسالة هاتفية لمعالي وزير الكهرباء: "أنا ربيعك يا باش مهندس، حّول لي رصيد، الوحدات الكهربائية خلصت قبلما يتعشوا العيال!".
بإمكانك أيضا مناشدة مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء يسوي لك رنة تولع بها "لمبة" تعشي بها عيالك والصباح ربك يدبر قيمة كرت وتشحن رصيدك.
وعندما تكون الكهرباء ضعيفة وتتصل بخدمة العملاء في "كهرباء مُوَدِّفون" وتستفسر منهم عن سبب ضعف الخط، سيرد لك عليك المجيب الآلي: "عزيزي المستهلك، قد تكون الشبكة مشغولة بالديزل أو خارج نطاق المحطة الغازية"!
تخيل نفسك وأنت تتصل بخدمة العملاء وتهتف فيهم غاضبا: "ما اسرع تخلص الوحدات!"، ليردوا عليك: "معك السخانة وحدها تستهلك ثلاثة كروت!".
وربما نواجه في المستقبل جرعة "كروت" وترتفع أسعارها ويقف الواحد منا أمام محل كروت الكهرباء: "هات لي كرت أبو ألف ريال على شان نشحن الغسّالة وننظف الملابس حق العيال"! "معك كرت دفاية أبو خمسمائة؟"...!
عندئذ ستقدم لنا وزارة الكهرباء كل يوم عروضا جديدة: عرض "طفي، لصي"، عرض "لمبة"، عرض "يا ليلة النور هّلي"... بالإضافة إلى خطوط ذهبية للمريشين، وخطوط فضية للبرجوازيين، وخطوط بالكاد تولع لمبة للضباحى والمحيرفين.
أما إذا معك عرس تستطيع شراء "كرت زينة أعراس"، وفي ليلة الجمعة ستعلن وزارة الكهرباء تخفيضات كبرى في سعر الكروت "السهّاري" وكل كرت مكتوب فيه: "أدام الله النور والسرور وبالرفاه والبنين".
نظام الدفع المسبق لن يطبق على المسؤولين الكبار والمشايخ بل ستعاملهم الكهرباء بنظام خاص اسمه "اتبعني" وهو نظام الأخذ المسبق
.