--------------------------------------------------------------------------------
تأملات في مسرح الحياة
تأملات في مسرح الحياة
في زحمة الاحداث .. وتسارع وتيرة حدوثها .. قررت أن اتنحى جانباً ..واشاهد هذه الحياة من خلال مسرحها الكبير .. فصرت انا الجمهور وكان الناس هم الابطال .. تأملتهم .. راقبت تحركاتهم .. ورصدت مشاعرهم وحتى انفعالتهم .. ولا اخفيكم ان رضاي بدور الجمهور مكنني من التقاط الانفاس والتفكير بهدوء والخروج بهذه المحصلة :
الفصل الاول : ( أفراح وأحزان وهمية ) :
خرجت من هذه المسرحية بادراك وفهم .. بأن ليس كل ضحكة تنم عن سعادة حقيقية لصاحبها .. فقد نسمع ونرى ضحكات صارخة تتعالي في الارجاء لكن نفس صاحبها مليئة بالهموم والاحزان .. وكأنما هذا الضاحك يريد الهروب من واقع مؤلم .. ربما ليوهم نفسه على الاقل انه سعيد .. او لانه اراد نسيان همومه بضحكات مفتعلة ..
وعلى الجانب الاخر تطل شخصية أخرى لا هم لها الا البكاء والعويل .. بالرغم انها ليست حزينة او غير مهمومة كما في الجانب الآخر .. هذه النوعية من الناس تريد الاستثار بالاهتمام وتريد تركيز الاضواء عليها باستمالة مشاعر غيرها نحوها .. وهي تمارس دور الضحية دوما .. وتوحي للغير بأنها مسلوبة الإرادة
لا أنكر فعلا أن الحزن والفرح مشاعر قلبية ولا يمكن التحكم فيها .. لكن ما أتمناه ان يكون فرحنا وحزننا صادق وليس ثمثيل او دور نقوم به حسب الحاجة او المزاج .. وبهذا اسدل الفصل الاول ،،،
الفصل الثاني : ( ثقافة _ Take a way ):
اقصد بهذا الوصف محاكاة ما يطلق على الوجبات السريعة التي ما سلمنا منها حتى اقتحمت بيوتنا على طريقة الهوم ديليفري ( التوصيل السريع للبيت ) .. وحتى لا اشطح عن فكرتي كثيراً .. أقول أن اصبحنا في زمن المعلومة السريعة الهشة غير المبنية على استقصاء الحقائق من مصادرها ..فقط نكتفي بمعلومات قليلة وغير وافية عما نريد معرفته .. بل ربما احيانا نكتفي بالعناوين ونقبلها على علاتها .. حتى غدت هذه المعلومات مقولبه ومعلبة ولا تغني ولا تسمن من جوع بل ربما ان ضررها اكبر من نفعها .. مثل الوجبات السريعة
الفصل الثالث : ( لكل مجتهد نصيب ) :
في هذا الفصل رأيت تحولا في الأداء فهذا نجح وأبدع في حياته وذاك تخبط في لجج الدنيا .. فأصبح تأئه الخطوة لا يدري ماذا يريد من نفسه ولا ما يراد منه !!
أعرف أن التوفيق من الله .. ولكن للنجاح طرقه وأسراره بعد توفيق الله لمعرفتها والعمل بها .. ومطلوب من الجميع الاجتهاد في ذلك .. وان كان ليس كل مجتهد مصيب لكنه لا يحرم باذن الله من النصيب .. وكما في المثل على نياتكم ترزقون .. فمن كانت نيته صافية وصادقة حقق مبتغاه او اقترب من ذلك .. ومن كانت نيته سيئة تقوم على المكر والخداع فحتما ستكشفه لنا الأيام وسينفضح من خزي نواياه الخبيثة
في هذا المسرح صفقت بحرارة لأناس صدقوا مع أنفسهم أولا ثم صدقوا مع غيرهم فكانوا مرآة نقية لمعادنها الطيبة وأخلاقها العالية .. بينما صرخات الاستهجان رددتها للماكرين والمتلاعبين بالمشاعر ..
هذا الصادق اجتهد واصاب فكسب محبة الناس واحترامهم .. أما الآخر وان كان اجتهد ولكن بطريقة شيطانية جانبه الصواب ففقد احترام ذاته لذاته واحترام الغير له
وبهذا اسدلنا الفصل الثالث ،،،
الفصل الرابع : ( ومات البطل ) :
في نهاية دراماتيكية أليمة .. يصاب البطل صاحب القلب الحنون والاخلاق الكريمة بنوبة قلبية بعد ان تكالبت عليه ظروف الحياة القاسية .. حاول مقاومتها كثيراً لكن كما هو معروف لكل انسان طاقة معينة لا يقدر ان يتحمل أكثر منها .. ولله في ذلك حكمة بالغة سبحانه وتعالى ..
في هذا المشهد .. يسقط البطل على خشبة المسرح .. فتضج القاعة .. ويسود الصمت .. ينسى الجميع دوره .. يلتفون حول من اعطاهم قلبه .. يحاولون انقاذه .. وتنهمر ساعتها الدموع الحقيقية والصادقة فهذا وقتها .. تنزل دموع اكثرهم على وجنتي بطلهم .. ويتوارى عن الحدث كل اصحاب النوايا الخبيثة فينكشفون وتتعرى حقائقهم .. ويولون الادبار .. ولا يبقي مع البطل الا كل صادق ..
هذا الموقف وان كان أليماً .. حزيناً .. مؤثراً ... إلا أن فيه حياة للقلوب الرحيمة من سباتها ..
يفتح بطلنا عينيه .. برغم كل آلامه .. ويبتسم للجميع ابتسامة رضى .. لأنه في قرارة نفسه أكتشف الأبطال الحقيقيون .. وعرف الجميع من الصادق ومن الكاذب ،،
واسدل الستار ،،
واسدل الستار ..
رب قنا شر الأشرار
ما تعاقب الليل والنهار
وامنحنا يا ربنا قلوباً نقية
ذكرك لها هو العمار
قلوب ناصعة البياض كبياض اللؤلؤ في محار
تغمرها السعادة والمحبة
تسعى للخير باستمرار
ماهي تأملاتكم علي مسرح الحياه ؟؟ ( اتمنى أن أرى ردوكم حول هذا الموضوع بتأملاتكم وانطباعاتكم .. لنستفيد جميعا من تجارب بعضنا )